الهلاخا هي القانون اليهودي. أصل الكلمة من الجذر “هـ.ل.خ” (ה. ל.ך) والذي يعني “الذهاب”. لهذه التسمية دلالة على أن الهلاخا، القانون، هي الطريق الصحيح الذي يجدر اتباعه (مفهوم مشابه لمفهوم الشريعة في الإسلام).
تعتبر التقاليد الهلاخا قانونًا يُعاقب عليه إلهيًا، وهو مستمد من التفسير الحاخامي للتوراه، الكتاب المقدس (التناخ)، الميشنا، التلمود وغيرها من الأعمال والنصوص الحاخامية بالإضافة إلى قرارات وأحكام الحاخامات أنفسهم.
مع أن تطبيق الهلاخا اليوم يقتصر غالبا على القانون الديني اليهودي، إلا أن نطاقها شامل، يشمل المسائل الطقسية والدينية، بالإضافة إلى الموضوعات المدنية والجنائية أيضا. من بين المجالات التي تشملها الهلاخا: الصلاة والسلوك الطقسي، الأطعمة المسموح والممنوع تناولها (انظر الكشروت أدناه)، ممارسات وقوانين السبت والأعياد، الأحوال الشخصية (الزواج/الطلاق)، والعلاقات الاقتصادية.
لقد نشأت الهلاخا من مصادر متنوعة وتطورت على مر فترات طويلة من الزمن. مثلا، حظرت التوراه على الفائدة في القروض (سفر خروج 22، 24؛ اللاويين، 25، 36-38؛ سفر تثنية، 23، 20)، ولكن عندما رأى الحاخامات أن الفقراء الذين كانوا بحاجة إلى الائتمان قد تآذوا بسبب هذا الحظر، أصدروا تقانة (تشريع) مفادها السماح للمقرضين بتلقي الفائدة. (يُطلق على تطبيق هذا التشريع اسم “هيتر إسقا” [بالآرامية، إذن للعمل]) وهو تشريع تعمل بحسبه البنوك في إسرائيل اليوم).
هناك اختلافات صغيرة في الهلاخا بين المجموعات اليهودية الرئيسية المختلفة: السفارديون، الأشكناز والشرقيون. مثال على ذلك هو حظر الزواج من زوجتين. وفقًا لقانون التوراه، يُسمح للرجل بالتزوج بأكثر من امرأة واحدة ولكن الممارسة الأشكنازية حظرت على ذلك منذ أكثر من 1000 سنة. يُسمح لليهود غير الأشكنازيين، غير الملتزمين بحكم الحاخامات الأشكناز، بتعدد الزوجات إلا إذا كان ذلك محظورا بموجب قوانين الدولة (كما هو الحال في إسرائيل).
تختلف ممارسات الجماعات اليهودية المختلفة في المواضيع غير المذكورة في الهلاخا وهي تعتير مسائل منهاج، أي ممارسات متعلقة بالأعراف.