التوراة

مع أنها غالبا ما تترجم لـ “قانون”، المعنى الصحيح للتوراة هو “التعليم”. تشمل التوراة، أوسع نطاق ممكن – فهي تعني التعليم، الحكمة، العقيدة، التراث والتقاليد – وهي تشير إلى كتب محددة بالإضافة إلى التعاليم اليهودية بشكل عام. هنالك “توراتين” بحسب الإيمان والتقاليد اليهودية: التوراة الشفوية والتوراة المكتوبة (عند استخدام الكلمة بمفردها فهي تشير إلى التوراة المكتوبة). تعتبر التوراة بحسب التقاليد اليهودية مفهوما أساسيا لا يتواجد العالم من دونه. القراءة العامة للتوراة هي طقس يهودي كبير، والوصية لدراسة التوراة هي ميتزفا تعادل جميع الوصايا الأخرى معًا.

 

التوراة المكتوبة

تتألف التوراة المكتوبة، والتي تعرف باسم تورات موشيه (توراة موسى) من “أسفار موسى الخمسة”: سفر تكوين، سفر خروج، سفر لاويين، سفر عدد، وسفر تثنية. بحسب الاعتقاد اليهودي، أعطى الله التوراة (المكتوبة) لأسباط إسرائيل في أعقاب خروجهم من أرض مصر. كانت ذروة هذا التجلي تجلي الوصايا العشر في جبل موسى (أو جبل طور سيناء). تشمل التوراة قصة عائلة إبراهيم وأحفاده، استعبادهم في مصر، خلاصهم، وتيهم في الصحراء في طريقهم إلى أرض إسرائيل الموعودة. بالإضافة إلى القصص المروية في هذه الأسفار، والتي تحتوي على مغازٍ كثيرة، هنالك قوانين مدنية وعبادية كثيرة.

التناخ: الشريعة والمحتويات

التوراة هي قسم واحد فقط من التناخ، وهو الكتاب المقدس اليهودي. يقسم التناخ لثلاثة أجزاء: توراه (الأسفار الخمسة)، نِفيئيم (أسفار الأنبياء الثمانية)، والكتوفيم (أسفار الكتابات الإحدى عشر). تتواجد الأسفار الـ 24 (بحسب العد اليهودي) في الكتاب المقدس المسيحي ولكنها معدودة بشكل مختلف (مثلا، يعتبر سفر الملوك I وسفر الملوك II كتابا واحدا) ومرتبة بشكل مختلف (مثلا، سفر راعوث يأتي بعد سفر قضاة). تعلمنا التقاليد اليهودية أن الأنبياء هم مؤلفو كتبهم وبعض كتب غيرهم (إرميا هو كاتب سفر إرميا). ينسب سفر المزامير، نشيد الأناشيد، الأمثال، والجامعة للملك سليمان والملك داود. طوّب التناخ على يد الحاخامات في القرن الثاني. التناخ مكتوب باللغة العبرية بأكمله تقريبا، ما عدا بعض الأجزاء المكتوبة بالآرامية في قسم الكتوفيم.

يؤمن غالبية اليهود اليوم بما توصلت إليه الأبحاث الحديثة والنقد الأدبي، بكون التوراة والكتب الأخرى مركبة من نصوص مختلفة كتبت على مدار مئات السنوات, قبل وبعد النفي البابلي (في القرن السادس قبل الميلاد)

عن التوراة في الطقوس والصلوات: إقرأ في الكنيس

By Israel_photo_gallery

تُعرف التوراة أيضًا باسم المكرا أي القراءة، وهي مقسمة إلى 54 بَرَشوت، أو أجزاء، يقرأ كل منها في الكنيس طوال أسبوع تام. يُطلق على كل أسبوع اسم جزء التوراة الذي يتم قراءته أربع مرات خلال الأسبوع نفسه: بضع الآيات في الشابات بعد الظهر، صباح الاثنين والخميس والجزء بأكمله في الشابات صباحا. يستدعى في الشابات سبعة أشخاص للقيام بالعليا (الصعود) ويكرّمون بمنحهم الفرصة للمباركة قبل وبعد قراءة البَراشا (الجزء).

يجب كتابة التوراة باليد، على مخطوطة، دون علامات ترقيم أو حركات من قبل كاتب متخصص. قراءة التوراة في الكنيس هي مهارة خاصة وتتطلب تحضيرا دقيقًا لإتقان تلاوتها بحسب التقاليد الموسيقية (التي تختلف من طائفة إلى أخرى). البراشا من التوراة هي موضوع الأسبوع والتي عادة ما ترتكز الخطب عليه. تظهر مركزية التوراة في تسمية أسابيع السنة على أسماء الأجزاء (البَرشوت) المختلفة. تقرأ مقاطع أقصر من التوراة خلال روش حودش (أول الشهر)، الأعياد والاحتفالات، وأيام الصيام. بعد قراءة البراشا، تقرأ مختارات قصيرة من الأسفار النبوية المسماة هَفترا. كتب قصيرة أخرى تقرأ بالكامل في أعياد معينة (مثل نشيد الأناشيد خلال عيد الفصح). أجزاء أخرى من التناخ تتلى خلال القداسات والصلوات اليهودية، خاصة من التوراه والمزامير.

تعرف التوراه كذلك باسم حومش (خماسية) لأنها تتألف من خمسة كتب. تشير كلمة حومش عادة اليوم إلى كتاب التوراة المطبوع الذي يحتوي على نصوص أخرى من الكتاب المقدس للاستخدام في الصلوات في الكنيس. حتى الإصدارات المطبوعة من الكتاب المقدس (والتي تشمل الحركات، علامات الترقيم والترميز الموسيقي) تعامل بعناية ولكن مخطوطات التوراه الأصلية تهامل بعناية فائقة وبأقصى درجات الخشوع. عندما تخرج المخطوطة من التابوت في الكنيس ترفع تماما. يلف اليهود الأشكناز التوراة بغلاف قماشي بينما يحتفظ بها اليهود السفارديون والشرقيون في صندوق خشبي غالبًا ما يكون مطعما بالفضة. تزين التوراه بحلٍ وزخارف كثيرة والتي غالبا ما تكون على شكل تاج يرمز للطاعة اليهودية لله، مانح التوراه، والمعروف باسم ملك ملك الملوك.

هناك عيدان لهما علاقة خاصة بالتوراه: الشفوعوت (عيد العنصرة) الذي يحتفل إحياء لذكرى إعطاء الله للتوراة في جبل سيناء (جبل موسى)، وسِمحات توراه، (الاحتفال بالتوراه) وهو اليوم الذي يلي سبعة أيام عيد السوكوت (العرش). يحتفل اليهود بتلقي التوراه في عيد الشفوعوت من خلال دراسة التوراة التي تستمر طوال الليل بهدف تجربة قوة التجلي، وفي سمحات توراه، حيث تكتمل دورة القراءة السنوية عند الوصول لسفر التثنية وبداية القراءة من جديد بدءًا بسفر التكوين. يحتفل اليهود بالتوراه في هذا اليوم بفرح عظيم يشمل الغناء والرقص والشرب.

الدراسة والتفسير

دراسة التوراه هي قيمة يهودية مركزية تركز غالبا على التوراه أكثر من أسفار الأنبياء أو أسفار الكتابات. الاسم التقليدي للمدارس اليهودية الابتدائية هو تلمود توراه، أي [مكان] دراسة التوراة.

جاء في التلمود: “اقرأ أجزاء التوراه مرتين باللغة الأصلية [العبرية] ومرة واحدة بالترجمة [الآرامية]”. يعني هذا أنه تنبغي دراسة أجزاء التوراة كل أسبوع بشكل شامل، ويفضل أن تتم قراءة نصها العبري الأصلي. درست أجيال من العلماء والتلاميذ اليهود نصوص التوراه وسجلوا ملاحظاتهم وتفسيراتهم لها، أعظمهم كان راشي (المعروف باسم شلومو يتسحاقي) الذي عاش في فرنسا بين السنوات 1040-1105.

طبعت المِكراؤوت جدولوت، وهي الكتب المقدسة المخصصة للدراسة والتعلم مع نص التوراه في وسط الصفحة محاطًا بالآراميك تِرجوم، أي الترجمة إلى الآرامية، بالإضافة إلى تعليقات وتفسيرات حاخامات مختلفة من حقبات وأماكن مختلفة. تسعى كل من هذه التعليقات والتفسيرات، التي غالبا ما تتضارب وتختلف بينها – إلى شرح التوراة. تعتبر صفحات هذه المِكرؤوت محادثة افتراضية بين التلاميذ وباحثي الكتاب المقدس. باستثناء ما يتعلق التطبيقات القانونية العملية، لا ترى اليهودية أن هناك معنى واحد فقط للتوراة، وتنظر إليها على أن لها “70 جانبا كالألماس الثمين”.

تعتقد اليهودية أن للتوراه طبقات معانٍ مختلفة وهي مقسمة على النحو التالي:

بشات – (بسيط) المعنى الحرفي للنص

دراش – (تحليل) المعني الخطابي للنص

ريميز – (إشارة) المعنى المجازي للنص

سود – (سر) المعنى السري، المقصور فهمه على فئة معينة

الأحرف الأولى من أسماء الطبقات الأربعة أعلاه تكون كلمة “بردس” (פרדס) والتي تعني “البستان”، وهي واحدة من أسماء الجنة. يدل ذلك على أن المجتهدين في دراسة وفهم التوراه سيحصدون فوائد كبيرة.

 

التوراه الشفهية

يؤمن اليهود أن موسى تلقى توراة شفهية – بالإضافة إلى الوصايا العشرة والتوراة المكتوبة تلقاها في جبل سيناء – وأنه قام بنقلها شفهيا من جيل إلى جيل كما يلي:

تلقى موسى التوراة من سيناء وسلّمها إلى يشوع، ويشوع سلمها إلى كبار القوم، وكبار القوم سلموها إلى الأنبياء، والأنبياء سلموها إلى رجال الكنيست العظمى. قالوا … إبنوا سياجًا حول التوراة. (ميشنا آفوت 1: 1)

سواء أعطيت التوراه في جبل سيناء بالفعل أم لا، نقلت التعاليم الشفهية وطورت على مدار مئات السنين. يعرف ناقلوها باسم التانائيم، والتي تعني “المعيدين” والذين كانت مهمتهم أن يكونوا بمثابة “تسجيلات بشرية”. غالبية المواد منظمة بحسب مذكرات تسهل تحفيظها. لا نعرف الكثير عن الأصول المبكرة للتقاليد وانتقالها حتى السنوات الأخيرة من فترة الهيكل الثاني (وهنالك علامات سؤال كثيرة عما نعرفه).

أصبح التانائيم بارزين في القرن الأخير من حقبة الهيكل، ويعرف الكثير منهم بالاسم وبحسب التقاليد التي نقلها كل منهم.

 

النصوص التانائية: المِشنا والمِدراش

نفي اليهود من يهودا ومن القدس بعد إخماد الرومان لانقلاب بار كوخفا. أعيدت بعد ذلك الحياة اليهودية في مراكز في الجليل مثل أوشا، شفرعام (شفاعمرو)، تسيبوري (صفورية)، وتفيريا (طبريا). وضع البطريرك اليهودي الحاخام يهودا هاناسي، في القرن الثالث في تسيبوري اللمسات الأخيرة على تحرير القانون الشفهي وأصدر الميشنا. مصدر الكلمة “ميشنا” هو من الكلمة العبرية “شانا” التي تعني – مثل الكلمة الآرامية تانا – التعلم عن طريق التكرار [الشفهي]. قد كانت الميشنا في ذلك الوقت لا تزال “وثيقة” شفوية فقط، لكنها كُتبت ونشرت بعد ذلك بوقت قصير. في ذلك الوقت تقريبا تم جمع تقاليد تنائية أخرى، وهي التوسفتا ومجموعة المدراش التنائية.

المدراش، وأصلها من “دَراش” بالعبرية، تعني البحث [عن معنى]، وهو يتعلق بالنصوص المعتمدة على الكتاب المقدس. المدراشيم التانائية هي مجموعات نصوص تفسيرية تسعى لربط التوراه الشفوية والتقاليد الهلاخاتية بنصوص الكتاب المقدس. بسبب الطبيعة الهلاخاتية (القانونية) لهذه المدراشيم، فهي متعلقة بالأسفار الأربعة الأخيرة من التوراه، حيث أن سفر التكوين يخلو تقريبا من المواد القانونية.

في حين تتبع المدراشيم التنائية (التي تسمى أحيانًا مدراشيم هلخاتية) كتب التوراة بحسب ترتيب الآيات، تستقل المِشنا والتوسفتا عن التوراه المكتوبة، حيث أنها مرتبة حسب المواضيع. تتكون التوسفتا من تقاليد أخرى غير موجودة في مشنا الحاخام يهودا. تتميز النصوص التانائية بأسلوب مقتضب مما أدى إلى ظهور تفسيرات عديدة سعت إلى شرح وتوضيح هذه النصوص.

 

التلمود

انتهت فترة التانائيم مع نشر التلمود. نشر الميشنا بين العلماء في مركزي اليهود الرئيسيين: أرض إسرائيل وبابل. يُعرف هؤلاء العلماء باسم الأمورائيم (“أولئك الذين يقولون” باللغة الآرامية). بدءًا من القرن الثالث، أصبحت الميشنا النص القانوني اليهودي الرسمي مما جعله موضع نقاش مطول. سعت هذه النقاشات لفهم النص بوضوح لتطبيق قانون المشنا على حالات محددة، وكشف الصلات بين التقاليد المكتوبة (التوراه) والشفوية (المِشنا). تسمى هذه الكتابات، المراسلات والمناقشات التي – أقيمت في اليِشيفوت (انظر أدناه) – في كل من بابل وإسرائيل بالجمارا، وتعني “التعلم” باللغة الآرامية. غالبا ما تكون المشنا مكتوبة باللغة العبرية، بينما تكون الجمارا مكتوبة باللغة الآرامية بمصاحبة بالكثير من العبرية.

تكوّن كل من المِشنا والجمارا التلمود المتواجد في نسختين: التلمود البابلي – الذي يحتوي على الجمارا بتأليف التلاميذ البابليين – وتلمود أرض إسرائيل (المعروف باسم “تلمود يروشالمي”) الذي يحتوي على الجمارا من تأليف حكماء قيساريا والجليل. المِشنا، وكذلك التلمود، مرتبة في ستة “ترتيبات” (سيدوريم) – كل منها يتعلق بموضوع ما – تعطي نظرة عامة وشاملة على مجالات الهلاخا:

  1. زراعيم (الزراعة والصلوات)
  2. موعيد (الأعياد، طقوسها وصلواتها)
  3. نشيم (الأحوال الشخصية – خاصة المتعلقة بالزواج)
  4. نِزيكين (القانون المدني وإجراءات المحاكم)
  5. كوداشيم (الهيكل، التضحيات وقوانين الكشروت)
  6. توهاروت (طقوس التطهر والتي تشمل “طهارة العائلة” – أي القوانين المتعلقة بالحيض وإقامة العلاقات الجنسية)

بالإضافة إلى المواد الهلاخاتية (القانونية)، يشمل التلمود مواد أجاديت (خطابية) كثيرة التي يتبع بها شيء الآخر بطريقة ترابطية. استندت مؤلفات أجادية أخرى بكتابة الأمورائيم إلى التوراه وليس المشنا. تتبع بعض هذه النصوص (التي تسمى مدراشيم) الكتاب المقدس آية بآية وتقدم نظرة تفسيرية على النص التوراتي، السرد التاريخي، القضايا الأخلاقية، والمزيد.

 

نصوص ما بعد التلمود

انتهت حقبة الأمورائيم في القرن السادس بعد أربعة قرون ولدوا فيها نصوصا كثيرة من الهالاخا والأجادا. تركز البحث اليهودي في القرون التي تلت على التلمود وكتابات الحكماء اللاحقين (مثل الجؤونيم – وتعني العباقرة – الذين كانوا يرأسون اليِشيفوت في بابل) الذين كتبوا تعليقاتهم وتفاسيرهم على هذه الكتابات. تضمنت مجالات الدراسة والكتابات في الألفية التي تلت الفلسفة اليهودية، قواعد اللغة العبرية، التعليقات والتفسيرات المكتوبة على الكتاب المقدس، السيدور (كتاب الصلاة) وقوانين والأحكام الدينية، بالإضافة إلى خطابات وكتابات أخرى طويلة أقل اعتمادا على آية معينة والتي عادة ما تكون مواضيعها الأعياد. من بين الحاخامات العظام الذين ترتبط أسماءهم بهذه الأعمال: سِعاديا جؤون (المعروف باسم سعيد الفيومي)، حاخام مصر، إسرائيل وبابل (882 – 942)، إسحاق الفاسي، حاخام فاس ومراكش (1013 – 1103)، الرميام (المعروف باسم موسى بن ميمون)، حاخام إسبانيا ومصر (1135 – 1204)، راشي (المعروف باسم شلومو يتسحاقي) من وادي الراين في ألمانيا الفرنسية (1040-1105)، الرمبان، أو موشي بن ناحمان من كاتالونيا (1194 – 1270)، ويوسف كارو حاخام إسبانيا، آسيا الصغرى وتصفات (1488 – 1575).

 

دراسة التوراه: اليِشيفا

كان عالم هؤلاء التلاميذ الوالباحثين هو اليِشيفا (تعني في حرفيا بالعبرية “الجلوس”) أو الأكاديمية ، حيث اعتاد التلاميذ الجلوس عند أقدام معلميهم لتعلم التوراه. تعود أصول اليِشيفا أو بيت همِدراش (بيت الدراسة) إلى الحقبة التلمودية على الأقل. (اشتهر بولس بأنه درس عند أقدام رابان جمليئل) نظرا لأهمية التوراه، قام التنائيم والأمورائيم بتصوير الحاخامين الرئيسيين والعظماء على أنهم يدرسون في اليشيفوت. تبدو هذه الأهمية المعطاة لدراسة التوراه في الصلاة اليهودية اليومية لبداية اليوم: “مبارك أنت يا الله، معلم التوراه لشعبه، [بني] إسرائيل”، وفي المشهد الذي ينص على أن المكافأة في العالم القادم هي دراسة التوراه مع “معلمنا” موسى.

تحتوي المشنا على “منهاج” للتلمود توراه (تعلم التوراه)، وهو دراسة الكتاب المقدس عند بلوغ خمس من العمر، دراسة المشناه عند بلوغ عشرة من العمر … دراسة التلمود عند بلوغ خمسة عشر من العمر (مشنا أفوت 5:21)

تنص التقاليد الأخرى على أنه من الممكن دراسة القبالة (الروحانية والتصوف اليهودي) في سن الأربعين، بعد إتقان الموضوعات اليهودية الأخرى. بالإمكان القول أن دراسة التوراة هي مهمة لمدى الحياة.

تعتبر اليِشيفوت اليوم مدارس ثانوية أو ما بعد الثانوية حيث تدرس الدراسات اليهودية العليا. يدرس الكثير من الطلاب الذكور المتدينين في مدارس اليِشيفوت الثانوية (ישיבות תיכוניות) والتي تعتبر أكثر صرامة وتزمتا في مناهجها من المدارس الدينية العامة (التي هي ليست يِشيفوت). يستمر الشباب بدراستهم في “يشيفوت عالية” (ישיבות גבוהות) للرجال بين أجيال 18 – 28 تقريبا. في العالم الأرثوذكسي المتشدد من الشائع أن يواصل الرجال المتزوجين دراساتهم – لمدى الحياة أحيانًا. تسمى هذه اليِشيفوت “كويلليم” (بالمفرد، كويلل).

يركز المنهاج في اليشيفوت اليوم – بشكل حصري تقريبًا – على دراسة التلمود البابلي، وتعتبر النصوص اليهودية الأولية الأخرى (حتى الكتاب المقدس) نصوصا ثانوية. تدخل هذه اليِشيفوت أحيانا بعض النصوص اليهودية الأخلاقية.

تهتم بعض اليِشيفوت ذات التوجهات الحديثة في إسرائيل بالكتاب المقدس وعلى النصوص المكتوبة في أرض إسرائيل (مثل تلمود “القدس” والمدراشيم) أكثر مما كان معتادًا في السابق.

أحد أعظم التغييرات الحاصلة في الحياة اليهودية الحديثة هي فتح فرص دراسة التوراه للنساء. حتى وقت ليس ببعيد (وحتى يومنا هذا في الأوساط الأرثوذكسية المتشددة) كان يعتبر ذلك من غير اللائق أن تشارك النساء في تعلم التوراه. (اعتيد تعليم النساء جزء بسيط من التوراه في السابق، بما يكفي لإدارة أسرة يهودية.) تم وضع الأطر الكثيرة في السنوات الأخيرة لدراسة التوراه المتقدمة للنساء (بمستويات عالية جدا أحيانا).

لا تقتصر دراسة التوراه على من يكرس جل وقته – “بدوام كامل” – لها فقط، حيث تقدم الكنس والمؤسسات التعليمية المختلفة دروسًا ومحاضرات، منتظمة وموسمية، لتدريس مجموعة واسعة من المواضيع والمجالات التوراتية. يفهم القول الحسيدي “لا تقل “سأدرس عندما يكون لدي وقت”، فربما لن يكون لديك وقت أبدا [ואל תאמר לכשאפנה אשנה שמא לא תפנה]” على أن على جميع اليهود دراسة التوراه كل يوم.

يتضمن كتاب الصلاة اليومي (السيدور) مقاطع كثيرة من التوراه الشفوية والمكتوبة ويعتبر تلاوة هذه المقاطع نوعا من دراسة التوراة.

يشارك المتدربن للتأهل كحاخامات في دراسة صارمة لقواعد القانون اليهودي، وخاصة شولحان عاروخ (المائدة المنضودة) للحاخام يوسف كارو والتفسيرات المكتوبة فيه.

Rossing Center logo

المزيد عن اليهودية

Rossing Center logo
  • All
  • الأعياد
  • المجتمعات اليهودية
  • دوائر الحياة
  • مفاهيم أساسية
التاسع من آب

التاسع من آب، هو يوم صيام يهودي ، يرمز إلى ذروة فترة الحداد بين المصريين يعتبر الصيام الأشد والأكثر أهمية بين الصيام الأربعة المتعلقة بتدمير …

من هم اليهود؟ أوجه شبه وأوجه اختلاف

من هم اليهود بالضبط؟ هنالك (بما يشمل اليهود أنفسهم) من يعتبر اليهودية دينا (مثل الإسلام أو المسيحية)، هناك من يعتبرها قومية، وهناك من ينظر إليها …

دوائر الحياة في اليهودية – مقدمة 

للحضارات الدينية لا توجد مناسبات سنوية تشير الى دورات الفصول، الأحداث التاريخية وغيرها فحسب، بل أيضًا لديها طقوس تتعلق بدائرة الحياة أو كما سماها عالم …

التقويم اليهودي

لكل حضارة بشرية طرق خاصة لذكر المناسبات والمواعيد والأعياد – عادة الأعياد والصيام معًا. البحث عن طرق ذات معنى للإشارة إلى التغييرات التي تميز فصول …

التوراة

مع أنها غالبا ما تترجم لـ “قانون”، المعنى الصحيح للتوراة هو “التعليم”. تشمل التوراة، أوسع نطاق ممكن – فهي تعني التعليم، الحكمة، العقيدة، التراث والتقاليد …

Hazal
الحكماء

حازال هي علامة اختصار للكلمات “حاخامينو زِخرونام لِفراخا” (حكماؤنا رحمهم الله) وهي تشير للحاخامات من الحقبة التلمودية. ظهرت المجموعة المعروفة باسم الحكماء في حقبة الهيكل …