ربما قد لاحظت أنه في اللغة العبرية، لا تحمل ستةّ أيام من أيام الأسبوع اسمًا. إنها تسمى “اليوم الأول”، “اليوم الثاني” وإلى آخره حتى “اليوم السادس”. اليوم السابع فقط يسمى باسم “شابات” (يوم السبت). جذر كلمة شابات هو راحة وامتناع عن العمل. لكن الشابات التقليدي يكون أكثر من يوم العطلة الأسبوعية.
كما نتعلم من مقارنة بين التكوين 2 :1- 3 (الشابات الأول) والخروج 20 :7 – 10 (الوصية لذكر الشابات)، يعتبر الشابات بينة على أن الله تعالى خلق الكون، وكذلك فهو نوع من تقليد الله (تقليد سلوك الله بالنسبة للراحة). فيما يخص اليهود المتدينين، يتعلق الشابات بسلسلة معقدة من القيود تخص “العمل” ويحددها التلمود كالأعمال التي تتجاوز تجاوزًا كثيرًا ما نعتبره في عصرنا عملاً. وتشمل هذه الأعمال أي نوع من التدخل الذي يؤدي إلى خلق شيء ما في العالم الطبيعي. لذلك لا يجوز لليهودي المتدين ركوب أي وسيلة نقل أو الكتابة أو الطهي أو استعمال العملة أو استعمال الأجهزة الكهربائية أو استعمال الهاتف والقيام بأعمال كثيرة أخرى لا يبدو أن القيام بها يحتاج إلى تشغيل قوة بدنية كبيرة. المعيار لتحديد هذه الأعمال هو الراحة ولكن يوم السبت يضفي كذلك جوًا من القدسية من خلال الصلاة، ودارسة التوراة والطقوس الدينية التي تتم تأديتها في البيت والكنيس معًا.
يشعر الإسرائيليون العلمانيون أن الشابات يكون غالبًا يوم عطلتهم الأسبوعية بطبيعة الحال، قد يفضلون قضاء هذا اليوم في نزهات في الهواء المطلق وفي رحلات عائلية أو على شاطئ البحر إذا كان الطقس ملائمًا. هناك مناقشات حول مشكلة ما هي الخدمات العامة التي يجب أن تعمل أو لا تعمل خلال يوم السبت – وخاصة تلك التي تتعلق بالنقل والثقافة والترفيه وقد أصبحت أحيانًا نقاطًا مركزية لصراعات صاخبة، ولسوء الحظ تكون في بعض الاحيان عنيفة في حياة الجمهور الإسرائيلي.
يواجه بعض اليهود المتدينون صعوبات من جراء أداء الفرائض المتعلقة بيوم السبت لتفاصيلها الدقيقة بموجب الشريعة اليهودية. فلذلك قد تطلب أحيانًا أن تكون بمثابة “غوي شل شابات”. هذا هو مصطلح تقليدي لشخص غير يهودي وغير ملزم بأداء قوانين الشابات المتشددة، ويمكن أن يساعد جاره اليهودي على عملية إضاءة أو إطفاء الضوء عند الحاجة، على سبيل المثال. مع ذلك، لا يرغب العديد من اليهود الاعتماد على شخص ما يعمل، لذلك يحاولون إيجاد حلول أخرى – مثل ساعة توقيت إلكترونية مضبوطة مقدمًا. وقد كانت الكيبوتسات المتدينة الرائدة في هذا النمط من حل المشاكل الشرعية (ويقع العديد منها في غور بيسان وفي منطقة الجلبوع)، وطوّرت مثلاً آلات حلب مضبوطة مقدمًا تساعد على حلب البقرات خلال يوم السبت.
لكن، ما عدا القوانين المتشددة التي تحدد ما لا يجوز لليهود أن يعملوه خلال يوم السبت، هناك جميع الوصايا والممارسات الإيجابية. أولهاً، الاستعدادت لليوم الخاص. أغلبية العائلات اليهودية، حتى الأقل تدينًا، تنظف منازلها، وتتسوق وتحضر الوجبات وتستحم وتلبس الثياب الاحتفالية الخاصة. يذهب الكثيرون إلى الصلاة في الكنيس يوم الجمعة عند الغروب، وبعد ذلك يرجعون إلى بيوتهم للقيام بمأدبة احتفالية عائلية. صلاة مساء الجمعة التي تقام في الكنيس تكون احتفالية بشكل خاص، وغالبًا تكون مع الكثير من إنشاد المزامير والتراتيل الدينية. أما أكثر هذه التراتيل شهرة فهي “لخا دودي” ترتيل تم تأليفه في القرن ال-16 والتي يصف الشابات كعروس.
عند بعض العائلات، يكون هذا المساء الوحيد في الأسبوع التي تجتمع خلاله الأسرة كلها حول مائدة الطعام. يحتفل الشابات في البيت بإشعال الشموع وترتيل البركات الخاصة على النبيذ (قيدوش) وعلى الخبز أو “حالوت” (هاموتسي.)1
عادة يغني أفراد العائلة تراتيل شابات خاصة (زميروت) حول مائدة الطعام، ويمكن أن تنتهي المأدبة بصلاة احتفالية شكرًا لله تعالى على الطعام. ربما يتم تكرار هذه الطقوس في اليوم التالي (السبت) خلال وجبة الغداء وأيضًا في بعض الحالات في المأدبة التي تسمى “المأرلة الثالثة” (سعودا شليشيت) والتي تقام وقت العصر.
لكل طائفة يهودية – اليهود من أصل شرق أوروبي واليهودي من شمال أفريقيا، واليهود من اصل يمني إلخ – مأكولات شابات شهية خاصة بها. لكن هناك نوع من الطعام مشترك للجميع: “التشولنت أو الحامين” (السخينة أو التبيت) وهو طبيخ لذيذ يطبخ في عصر يوم الليلة الفائتة. بسبب الحظر على الطهي في يوم السبت. لقد تعوّدت الطوائف اليهودية في كل أنحاء العالم أن تضع جميع الأنواع من المركبات الغذائية في قدر واحد يوم الجمعة وتتركه للطهي في الفرن حتى وقت إخراجه من الفرن في ظهر اليوم التالي لوجبة الغداء.
تقام صلاة الأسبوع الرئيسية في الكنيس صباح يوم السبت والجزء المركزي منها هو قراءة جزء أسبوعي من التوراة.
يقوم بعض اليهود خلال بقية اليوم بالقراءة والراحة أو بزيارة الأصدقاء والأقرباء. ويذهب البعض الآخر إلى الكنيس وبعد ذلك يذهبون إلى مشاهدة مباراة كرة القدم. لكن بالنسبة لجميع اليهود في إسرائيل يوم السبت هو يوم خاص – هذا اليوم الوحيد الذي لا تنشر فيه الصحف وتبقى المدارس مغلقة وتذاع في الراديو والتفلزيون برامج ثقافية خاصة (و هذه البرامج غير مخصصة لجمهور اليهود المتدينين الذين يراعون قوانين الشابات تمامًا ولا يجوز لهم تشغيل الراديو والتلفزيون). يصف الفيلسوف اليهودي الأمريكي أبراهام ج. هشيل من القرن ال-20 الشابات “كتمرين أسبوعي على العيش المرفق بالتفكير العميق”. يحتفل بنهاية الشابات الرسمية في الكنيس والبيت معًا بطقس ديني يسمّى “هافدالا” (القيام بالفصل والتفلاقة). يعبّر هذا الطقس الذي يتم ضمنه إشعال الشمعة واستعمال النبيذ والتوابل عن أمل أن ضوء الشابات وفرحه ورائحته الذكية ستستمر وتباركنا طوال الأسبوع التالي.
التهنئة الملائمة ليوم السبت هي “شابات شالوم”، سبت السلام.
