يعتبر “السيجد” عيدا يهوديا اثيوبيا قديما احتفلت به الجالية اليهودية في أثيوبيا طوال قرون. بدأ الاحتفال بالسيجد في إسرائيل مع هجرة عشرات آلاف اليهود الإثيوبيين (الجالية اليهودية الإثيوبية بأكملها تقريبًا) إلى إسرائيل بدءًا من منتصف الثمانينيات وحتى بداية التسعينيات. يحتفل هذا العيد بالعهد بين اليهود وبين الله وبرغبتهم بالعودة إلى إسرائيل (“أرض الأجداد”) وخاصة إلى القدس. تأتي أصول كلمة سيجد من اللغة الجعزية (لغة اليهود الأثيوبيين التقليدية)، وهي تعني “السجود” أو “الانحناء” ولها أصول مشابهة لكلمة “مسجد” (بالعبرية مِسجاد). اعتاد المحتفلون بهذا العيد الخروج بعد انتهاء صيامهم بقيادة رجال الدين لمسيرة نحو قمة أحد الجبال، حاملين مخطوطاتهم المقدسة، حيث كانوا يصلون ويقرأون من النصوص المقدسة ويعبرون عن رغبتهم في العودة إلى القدس. كانوا يكسرون الصيام بعد هذا ويتابعون الاحتفال.
تم إحداث يعض التغييرات بهذا الاحتفال بعد الهجرة الاثيوبية الجماعية إلى إسرائيل في الثمانينيات والتسعينيات بشكل يتلاءم مع الوضع الجديد، بالإضافة إلى إقامة احتفال سنوي في القدس. التاريخ التقليدي للعيد هو 29 من شهر حيشفان العبري (عادةً ما يحل في شهر تشرين الثاني)، أي خمسين يومًا بالضبط من يوم كيبور (يوم الغفران). تأتي الجاليات الاثيوبية (المعروفة تقليديًا باسم بيتا إسرائيل – بيت إسرائيل) في هذا اليوم من جميع أنحاء البلاد في الحافلات إلى القدس وتجتمع في منطقة تالبيوت الشرقية، في القدس، المطلة على المدينة القديمة.
يعتقد أن لهذا الموقع علاقة بالنبي براهيم وأنه يمثل فكرة جبل سيناء وتلقي التوراة، ما كان يرمز إليه طقس السير إلى أعلى الجبل في الاحتفالات التي كانت تقام في اثيوبيا. بدّل اليهود الاثيوبيون صلواتهم التي كانوا يتلوها في أثيوبيا، المعبرة عن رغباتهم بالعودة إلى إسرائيل، بصلوات الشكر لعودتهم إليها. يلقي القيس (القائد الديني ليهود أثيوبيا)، الذي يحمل مظلات ملونة خطبة للجماهير من على المنصة. ترتدي النساء في هذا اليوم ملابس بيضاء تقليدية ويرتدي معظم الرجال ملابس تقليدية كذلك. من الجدير ذكره أن يهود إسرائيليين (ليسوا إثيوبيين) كثيرين بدأوا بالمشاركة بهذه الاحتفالات والطقوس وأن هنالك إقبال متزايد عليها من جانبهم ومن جانب اليهود الاثيوبيين من الجيل الصغير الأقل دراية بتقاليد ثقافتهم الأم.
أصدرت الكنيست في العام 2008 قانونا يعتبر السيجد عطلة رسمية قومية، مما أنتج عن إقامة أنشطة تعليمية مرتبطة بالموضوع في المدارس، بالإضافة إلى الاحتفالات الثقافية في مواقع مختلفة في البلاد.