للحضارات الدينية لا توجد مناسبات سنوية تشير الى دورات الفصول، الأحداث التاريخية وغيرها فحسب، بل أيضًا لديها طقوس تتعلق بدائرة الحياة أو كما سماها عالم الانثروبولجيا الفرنسي ڤان جينيب “طقوس الانتقال”. هذه الطقوس هي فرصة للفرد (وفي حالات الميلاد أو الوفاة) للعائلة والطائفة للاحتفال بانتقال هام في الحياة. يشمل هذا الانتقال عادة التحرك باتجاه دور اجتماعي جديد مثل “عضو بالغ في الطائفة”، “رجل متزوج أو امرأة متزوجة”، “أب أو أم”. كذلك تمثل هذه الانتقالات مفهوم المجتمع للتغيرات في تركيبته. أحيانًا، وبالذات في حالة وفاة احد أفراد العائلة أو المجتمع يمكن اعتبار هذا الحدث مصيبة أو أزمة، ولذلك جزء من وظيفة الطقوس هو تخفيف حدة التوتر، التخفيف من حدة الانتقال وتمكين المجتمع من الاستمرار. لكن في حالات أخرى عادة يكون الحدث المرتبط بدائرة الحياة سببًا لبهجة واحتفال كبيرين، تقديم الهدايا، وغير ذلك.
في هذا الصدد، لا تختلف اليهودية عن الحضارات الدينية في العالم. إذ يحتفل اليهود بأربع مراحل انتقال: الميلاد، البلوغ، الزواج والوفاة من خلال طقوس يشارك فيها المجتمع.
الاحتفال بهذه المراحل الأربع هو من بين أوسع احتفالات اليهود انتشارا في إسرائيل وفي الشتات. حتى اليهود المنخرطين في الثقافات المحيطة بهم ولا يحافظون بشكل كبير على الطقوس اليهودية، يبذلون قصارى جهودهم للمحافظة على احتفالات دائرة الحياة. هذه الطقوس منتشرة بشكل خاص عند اليهود في إسرائيل.
فيما يلي مرشد لأكثر الطقوس التي تتم المحافظة عليها. لبعض هذه الطقوس هناك أصول توراتية وبعضها الآخر يمثل تطورات متأخرة في التاريخ اليهودي مع التركيز على فترتي المشناة والتلمود. لكن بالإضافة الى التطورات التاريخية التي طرأت على الشريعة اليهودية هناك أيضًا تقاليد عريقة يمكن اعتبارها تراثًا يهوديًّا. البعض يتمسكون بشدة بالعادات أكثر من تأديتهم للشرائع الفعلية. كذلك يمكن أن تلاحظ وجود فروق أحيانًا بين اليهود من خلفيات عرقية مختلفة – الاشكناز السفاراديم واليهود الشرقيين وغيرهم.
يلعب الرقم 7 في سياق الكثير من الطقوس اليهودية من حيث مفاهيم السبت والأعياد وكذلك في بعض احتفالات دائرة الحياة دورًا هامًّا. بالطبع التقاليد اليهودية ليست الوحيدة التي تبرز الرقم 7. في الحقيقة هنالك اعتقاد يشير الى أن الرقم 7 هو عدد الثقوب أو الفتحات في راس الإنسان- عينان، أذنان، منخاران وفم. لقد استوعبنا معلومات حسية بالنسبة للعالم الذي نعيش فيه من خلال استخدام هذه الفتحات السبع. لذلك الرقم 7 يمكن أن يكون هامًّا بصفته الرابط بين الفرد والعالم.
الحاخام يهودا هليڤي في القرن 16 من براغ، فيلسوف وعالم عظيم قدم تفسيرًا بديلا مثيرًا لأهمية الرقم 7. لقد قال إن العالم الطبيعي الذي نعيش فيه مصنوع من ستة اتجاهات: الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب، الأعلى والأسفل. هذه هي الاتجاهات الستة التي نلوح باتجاهها بغصن النخيل في عيد العرش. تشكل الاتجاهات الستة ما يشبه مكعبًا له ستة سطوح. لذلك فالرقم 7 يمثل بعدًا روحانيًّا آخر في هذا العالم الطبيعي. لذلك يعمل الإنسان في العالم الطبيعي ستة أيام أما اليوم السابع؛ يوم السبت؛ فيخصصه لطقوس روحانية أكثر. عندما يقيم الرجل والمرأة علاقات بينهما فمن الممكن أن تبقى بأكملها في المستوى الطبيعي، لكن عندما يتم تقديسها من خلال قراءة التبريكات السبع تحت الظلة فان العلاقات تأخذ صبغة روحية.
وفي الختام عندما يتوفى الإنسان يمكن اعتبار ذلك ببساطة حدثًا بيولوجيًّا لكن عندما يُفجع الإنسان وعندما يكون المفجعون جزء من مجتمع واسع يعزيهم لمدة سبعة أيام، عندها يأخذ الموت معنى روحانيا أكثر أيضًا. لذلك فان الرقم 7 يستخدم في عدة حالات كتذكير بالصلة بين العالمين المادي والروحاني.