في الشهر الحادي عشر من السنة، شهر شباط، نحتفل بعيد أقل أهمية، ولكن قد توسع هذا معناه في دولة إسرائيل في القرن العشرين. تعود جذور تاريخ هذا العيد – ومرة أخرى نتحدث عن ليلة البدر، حيث يعني الـ”طو” الخامس عشر من الشهر – إلى عهد المشنة. يُعتبر الخامس عشر من شهر شباط “رأس السنة للأشجار”. أما تحديد هذا التاريخ لم يكن إلا قرارًا فنيًا يتعلق بطريقة حساب “عمر” الأشجار وذلك بهدف أخذ العُشر. فيعتبر هذا اليوم إشارة إلى نهاية أمطار الشتاء وبداية انتظارنا الربيع. وتكون إحدى الأغاني الشعبية المحبوبة التي نغنيها بالعيد هي “شجرة اللوز تزدهر…” ولكن خلال القرون، احتفل يهود في جميع أنحاء العالم بالـ”طو بشفاط” من خلال أكل الفواكه المجففة الخاصة بأرض إسرائيل وذكر علاقتهم الخاصة بالأرض. وقد طور المتصوفون اليهود من القرن الـ-16 فصاعدا نوعًا مميزًا من طقوس الـ”سيدير” الخاص بـ”طو بشفاط” (راجع: عيد الفصح).
وأضاف رواد الصهيونية في القرن العشرين مميزًا آخر لهذا اليوم، إذ خرجوا إلى الطبيعة وغرسوا أشجارا. في الوقت الحاضر لم يكن هذا العيد إلا عيدًا هامشيًا، يحتفل به أولاد المدرسة في أغلب الأحيان، ويخرج الكثيرون منهم لغرس الشتلات في هذا اليوم. أصبح “طو بشفاط” في أيامنا هذه جزءًًا من أسبوع احتفالات كامل برعاية جمعية حماية الطبيعة هدفه تشجيع الوعي البيئي.
