السهرانا هي احتفال تقليدي تحتفل به الجالية اليهودية الكردية (جالية يهودية مع تاريخ عريق) التي هاجرت إلى إسرائيل (بأكملها تقريبا) في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي والتي تكّن مودة هائلة لما ترى به وطنها، لغتها وتقاليدها الأصلية. كانت السهرانا شعبية بين يهود كردستان، ولم تكن لها مميزات دينية قوية. تمثل السهرانا قدوم الربيع وعادة ما كانت تحتفل في منتصف عيد البيسح، حيث كان اليهود الأكراد يخرجون إلى الطبيعة، بجانب ضفاف الأنهر غالبًا ويحتفلون بالربيع مع الغناء والرقص والنزهات الاحتفالية.
أدت ظروف الحياة القاسية، والتوزع السكاني للجالية الكردية في جميع أنحاء البلاد عند قدومها إلى إسرائيل في الخمسينيات إلى تراجع الاحتفال. في بداية السبعينات، مع موجة إحياء التقاليد الثقافية الشرقية، كانت هناك محاولات لإحيائه مجددا، والتي ووجهت بصعوبات لأن توقيت الاحتفال بالسهرانا كان قريبًا جدًا من احتفالات الميمونا لليهود المغاربة، جالية أكبر من الجالية الكردية بكثير، مما أخاف الأكراد أن يختفي احتفالهم في ظل الميمونا. قرر قادة الجالية في منتصف السبعينيات، لذلك، نقل موعد الاحتفال بالسهرانا إلى منتصف أسبوع عيد السوكوت (الذي يحل في أيلول/تشرين الأول) وبقي على هذا التاريخ منذ ذلك الحين. بشكل غير مفاجئ، أثر هذا على شعبية روح الاحتفال، الذي عادة ما كان يفتتح بداية الربيع.
مع ذلك، لا تزال هناك احتفالات سهرانا في عدة أماكن في البلاد، خاصة في جان ساكر في القدس، والذي تقام فيه احتفاليات كبيرة، بالإضافة إلى احتفالات محلية أخرى تنظمها التجمعات الكردية المختلفة في أنحاء البلاد. تتميز هذه الاحتفالات بالملابس التقليدية، الموسيقى الكردية (بما في ذلك الآلات التقليدية بقيادة الزرنة، آلة موسيقية هوائية تعمل بالنفخ ذات الصوت المميز، بالإضافة إلى مختلف الطبول والطبول اليدوية)، والطعام بالطبع. تعرف الجالية الكردية بتقاليدها الشفوية (على عكس معظم الجاليات اليهودية الأخرى) ولغتها الآرامية المميزة هي أيضًا من مميزات الاحتفالات، بالإضافة إلى مسابقات الغناء وسرد القصص. بدأت مواضيع وعادات دينية تتسلل إلى هذه الاحتفالات في بعض الأماكن على مر السنين، مثل إدخال نسخ جديدة من التوراة (المخطوطة اليهودية المقدسة) في الكنس، ولكن روح الاحتفالات بقيت مثلما كانت. يعرف الأكراد بالمشاعر الإيجابية التي يكنّوها تجاه المناطق التي أتوا منها وتجاه أجزاء من سكان المناطق التي اعتادوا العيش فيها. من الجدير بالذكر أن الاحتفالات المجتمعية في سهرانا قد اجتذبت كذلك الأكراد غير اليهود الذين يعيشون بعيدًا عن كردستان والذين أبدوا حماسة كبيرة للاحتفالات الثقافية التي وصفوها هي الأخرى بأنها تمثل ثقافة وطنهم.