الكنيس (بيت كنيست) هو بيت المجتمع للصلاة العامة وقراءة التوراة، وهو مركز ديني لحياة المجتمع الدينية ويضم أنشطة وفعاليات أخرى بالإضافة إلى الصلاة. في غياب الهيكل، تُعتبر جميع الكنس “مَقدِسا صغيرًا” (مِكداش مِعاط، سفر حِزقيال، 11:16). تظل الكنس وأغراض الصلوات والطقوس فيها مقدسة حتى بعد إتلافها أو الكفاف عن استخدامها.
تاريخ
نشأت الكنس في أواخر حقبة الهيكل الثاني في القرون التي سبقت تدمير الهيكل في القدس. كان النشاط المركزي في الكنس الأولى قراءة عامة للتوراة، والذي يعتقد أنه يعود إلى أيام عزرا الكاتب (نحميا الفصل 8). بالإضافة إلى قراءة التوراة، تم استخدام الكنس كباتي مِدراش (أماكن للدراسة)، وأصبحت أماكن صلاة في وقت لاحق فقط. تقام في الكنس طقوس يهودية مختلفة، مثل حفلات الزفاف أو الطهور، لكن القيام بها هناك هو أمر اختياري وغير اجباري. يشير الاسم، بيت كنيست، إلى كونه مكان للتجمع وليس بالضرورة لطبيعة الأنشطة التي تحدث فيه.
الطوائف
تتبع الكنس لطوائف يهودية مختلفة، والطقوس التي تمارس فيها تتعلق بالمجموعة العرقية اليهودية التي بنت الكنيس أو تصلي فيه. الطوائف اليهودية الرئيسية هي الطوائف الشرقية، السفرادية والأشكنازية ولكن هناك كنس تتبع تقاليد أخرى أكثر تحديدًا، مثل الجاليات الشمال إفريقية، البولندية، الألمانية، الهنغارية، اليمنية، الإيطالية، السورية وغيرها.تتبع بعض الكنس الأشكنازية إلى مجموعات حسيدية وتتبع تقاليدها. تبرز الاختلافات بين الصلوات في السلالم الموسيقية المتبعة عند الصلاة، بالإضافة إلى نصوص الصلوات، ترتيبات الجلوس وغيرها من العادات.
التصميم
مع أن جاليات يهودية كثيرة تتجمع للصلوات في كنس قد تكون في الحقيقة ملاجئ، أو قاعات مدرسية أو أخرى، من المفضل أن يكون لها بنية تخصصها لتكون كنيسا يهوديا. كانت الكنس تبنى في السابق في أعلى نقطة في القرية للتشديد على مركزيتها، ولكن الكنس اليوم تبنى في جميع أنحاء البلدات أو المدن. لا يوجد نمط معماري موحد للكنس لكن عليه الاحتواء على نوافذ (بحسب دانيال 6: 11). تم اكتشاف كنس كثيرة في أجزاء عدة في إسرائيل، والتي زينت العديد منها بأرضيات من الفسيفساء. تسعى المجتمعات اليوم أيضًا إلى بناء كنسها في مبانٍ أنيقة مع زخارف مناسبة في الداخل.
مركز يتمحور الكنيس هو تابوت العهد، أرون هَكودِش، حيث تُحفظ مخطوطات التوراة. يفتح التابوت باحتفال كبير عندما تخرج منه التوراة للقراءة العامة خلال صلوات الصباح. يواجه قائد الصلاة (شَليح هَتسيبور، مبعوث المجتمع) التابوت (والقدس) بينما يقود الصلاة.
بما أن الكنيس يُعتبر “مقدسا صغيرًا”، يعلق بجانب التابوت نير تاميد، النور الأبدي الذي يشير إلى المِنوراه، الشمعدانات السبعة المتفرعة التي وقفت في الهيكل (رمز لدولة إسرائيل اليوم). الضوء الأبدي هو كذلك تذكار للتضحيات اليومية (تَميد) التي كانت تقدم في الهيكل، وبحضور الله المستمر. تتضمن مراسم تكريس الكنيس وضع لفائف التوراة في التابوت وإضاءة الضوء الأبدي.
تفصل بين أماكن جلوس النساء وأماكن جلوس الرجال في الكنس التقليدية قطعة قماش تسمى مِحيتسا (حاجز)، أما في الكنس الإصلاحية (الرفورميين) والمحافظة (الكونسرفاتيف) ، فيجلس الرجال والنساء معا.
الصلاة
هناك ثلاث صلوات يومية في اليهودية: صلاة العَرفيت (تعرف كذلك باسم مَعريف) في المساء؛ شحَريت في الصباح والمينحا بعد الظهر (يبدأ اليوم اليهودي عند غروب الشمس، وليس في منتصف الليل). تقام الصلاة في أي مكان ولا حاجة للذهاب إلى الكنيس للقيام بها. ومع ذلك، يفضل أن تقوم الصلاة مع مجموعة تسمى بالمِنيان (النصاب)، والتي تتألف تقليديا من 10 رجال فوق جيل 13، جيل المتسفاه. في الكنس الإصلاحية والمحافظة، يضم المنيان كذلك النساء فوق جيل 12 (جيل المتسفاه لدى النساء). يحضر غالبية اليهود إلى الكنيس في أيام السبت والأعياد أكثر من أيام الأسبوع.