حازال هي علامة اختصار للكلمات “حاخامينو زِخرونام لِفراخا” (حكماؤنا رحمهم الله) وهي تشير للحاخامات من الحقبة التلمودية.
ظهرت المجموعة المعروفة باسم الحكماء في حقبة الهيكل الثاني وبقيت حتى الفتح العربي/الإسلامي – لفترة استمرت ما يقارب 1000 عام. كرس الحكماء أنفسهم لتفسير التوراة المكتوبة وتطبيقها على الحياة اليهودية. ورث الحكماء وفقا لتقاليدهم واعتقاداتهم الخاصة (بركي أفوت 1:1 – فصول الآباء)، الأعراف التي تجلت للنبي موسى شفهيا، وقاموا بتواترها وتطويرها. ما يميز هذه المجموعة هو إيمانها بالتوراة الشفوية، وهي واضعة المِشنا، التلمود، والمدراش.
عاش الحكماء الأوليين في بداية حقبة الهيكل الثاني وكان جزء منهم من رجال “الكنيس الأعظم”. تمتع هؤلاء بخصال القضاة الكتبة، الأنبياء، والقائمين بالمعجزات. كان بعضهم من الكهنة، وجاء قسم كبير منهم من عائلات ثرية. تحدى الحكماء الأوليين في حقبة الهيكل الثاني المتأخرة الأرستقراطية الكهنية بواسطة جدارتهم (الميريتوقراطية) بالتعلم وقيادة الشعب اليهودي.
ازدادت أهمية الحكماء منذ ظهور رجل الدين البابلي هيليل هازاكين، (هيليل الكبير). تبوأ أحفاد هيليل، بمن فيهم رابان جمليئل، مناصب قيادية في السنهدرين، وهي مؤسسة قانونية كانت تجلس كهيئة تشريعية وكذلك كهيئة قضائية عليا.
كانت الشخصيات الرائدة في كل جيل تدعى “النَسي” (الرئيس) الذي كان رئيس السنهدرين، و- “آف بيت دين” (رئيس المحكمة)، الذي كان نائب الرئيس.
وضع تلاميذ النَسي هيليل، وشريكه آف بيت هَدين، شماي مدرستين فكريتين مختلفتين (بيت هيلل وبيت شماي) تعتبر فيها بيت هيلل أكثر تسامحا وتساهلا. الاختلافات بين المدرستين موثقة في التلمود.
يعتبر الحكماء، وفقا لاعتقاد الحاخامات، “آباء العالم”، وهي تسمية تشابه في مفهومها آباء الكنيسة. ينعكس هذا في عنوان نص المشناه بِركي أفوت (فصول أو حكمة الآباء)، وهو ملخص لأقوال الحاخامات الأوليين في الشؤون والمعايير السلوكية الصحيحة. يدعى القدوة والمثال للتصرف وفقا للحكماء “تلميد حاخام”، والذي يعني حرفيا تلميذ الحكيم، ويشير مجازيا إلى التلميذ المثالي.