يعتبر عيد البيسح (الفصح) الذي يستمر لثمانية أيام من أكبر وأشهر الأعياد اليهودية. ولكن أقل شهرة منه هو احتفال الميمونا الذي يحل في اليوم التالي مباشرة بعد آخر أيام البيسح. لهذا الاحتفال جذور قديمة نشأت في الجاليات اليهودية في شمال إفريقيا والتي جلِبت إلى إسرائيل مع هجرة يهود شمال إفريقيا في الخمسينيات وأوائل الستينيات. تتميز الميمونا باحتفالات ملونة برزت بشكل متزايد في العقود الأخيرة في الحيز العام والتي تعكس طابع وعادات يهود شمال إفريقيا (المغاربة على وجه الخصوص).
تحاول عدة فرضيات شرح الخلفية التاريخية لظهور ونشوء الاحتفال بالميمونا، تقول إحداها أنه احتفال بذكرى وفاة ميمون (والد العالم اليهودي الكبير الحاخام موسى بن ميمون) في القرن الثاني عشر; تقول أخرى أنه احتفال بحصاد المحصول وبحلول الشهر الذي يصادف بداية السنة الزراعية; وتقول ثالثة أنه يصادف يوم إلهة الحظ والثروة في شمال إفريقيا. أيا كانت الخلفية، تعتبر الميمونا احتفالا يبشر بالصحة، الثروة، الزواج، والولادة الناجحة.
هناك من يربط الميمونا بحقيقة أن اليهود في شمال أفريقيا اعتادوا كتم فرحهم خلال عيد البيسح لكون الإعراب عن الفرحة يكون ممكنا عند انتهاء العيد فقط. يعتقد آخرون أن الميمونا كانت احتفالا بإعادة الجيران المسلمين للأطعمة الممنوع لليهود تناولها في البيسح والتي كانت تباع لهم من قبل اليهود قبل العيد كلفتة رمزية، وكان يحتفل اليهود بإعادة هذه الأطعمة بتحضير مأكولات كان من المحظور عليهم تناولها خلال العيد.
تركز أمسيات الاحتفال بالميمونا على تحضير واستهلاك كميات كبيرة من الطعام، خاصة الأسماك والألبان مع الفطائر الساخنة (الموفليتوت) المغطاة بالزبدة والمربى والفواكه، إحدى أكلات الميمونا الخاصة. تكون الطاولات في هذه الاحتفالات مليئة بالزينة التي تمثل الحظ والثروة. تفتح عائلات كثيرة بيوتها للضيوف في احتفالات الميمونا بينما تنتقل العائلات الأخرى من بيت إلى آخر كضيوف.
من تقاليد الاحتفالات بالميمونا الخروج إلى الهواء الطلق بعد الاحتفالات المسائية وتناول الطعام في الطبيعة. يذهب البعض إلى البحر – كتقليد لإحياء ذكرى عبور اليهود للبحر في خروجهم من مصر – بينما يتنزه آخرون في الحدائق، كطريقة للتعبير عن الأمل بحصاد وفير وحياة مليئة وغنية. بينما يأكل المحتفلين بالعيد الأسماك ومنتجات الألبان في احتفالات المساء، عادة ما يتناولون اللحوم في نزهات الشواء في الحدائق في اليوم التالي. كان مركز الاحتفالات في الميمونا في القدس في السنوات الأخيرة، وخاصة في حديقة “جان ساكر” حيث يذهب إليها عشرات الآلاف لاحتفال وتناول الطعام. تعد الميمونا احتفالا خاصا بيهود شمال أفريقيا والذي امتد ببطء إلى كافة المجتمع اليهودي الإسرائيلي الأكبر، حيث يعتبره البعض احتفالا عاما لكافة اليهود في الدولة.