النوفي جود (ويعني “السنة الجديدة” باللغة الروسية) هو عيد جديد نسبيًا في مشهد الاحتفالات الإسرائيلي. النوفي جود هو عيد روسي بدأت جذوره في إسرائيل بالظهور في سبعينيات القرن الماضي، عند هجرة البعض مما كان في ذلك الوقت الاتحاد السوفييتي إلى إسرائيل، إلا أن تطوره الرئيسي كان مع الهجرة الكبيرة من الاتحاد السوفيتي (سابقا) إلى إسرائيل في بداية التسعينيات. “النوفي جود” هو احتفال علماني يصادف بداية السنة الجديدة ويحتفل به في 31 كانون الأول.
ترتبط جذور النوفي جود الأصلية مع احتفالات عيد الميلاد لدى المسيحيين الروس في الإمبراطورية الروسية لكن تم تعديله وتغييره بعد الثورة الروسية في محاولة لإبعاد المسيحيين المؤمنين عن معتقداتهم الدينية التي كان يحظرها النظام الشيوعي ولابتكار عيد علماني يعتمد على طقوس قديمة، من شأنه تعزيز الروابط والتضامن بين مواطني الإتحاد السوفييتي ولكن مع تجريدها من المسيحية وإعادة إحيائها بروح العلمانية السوفيتية الحديثة. مثلا، استبدل سانتا كلوز (الذي كان يعتبر مسيحيا) بديد موروز، (الجد صقيع، الذي يشبه سانتا كلاوس لكنه يرتدي ملابس زرقاء بدلا من بدلة سانتا كلاوس الحمراء). تم الاحتفاظ، بالمقابل، بشجرة عيد الميلاد وبالهدايا ولكن تم فصلهما عن أي دلالة مسيحية، واعتادت السلطات تنظيم احتفالات عائلية جماعية ضخمة.
لا تركز احتفالات النوفي جود في إسرائيل على الجوانب الشيوعية، بل على الاحتفالات نفسها، حيث تقام احتفالات كبيرة وولائم ضخمة تقدم فيها أطعمة تقليدية روسية وكميات كبيرة من الكحول (الفودكا عامة). إحدى مميزات الاحتفال المحلي هو بث التلفزيون الروسي للاحتفالات في روسيا وبث خطبة الرئيس الروسي التقليدية، التي يعقبها حاضرو ومنظمو الاحتفالات بالنخب، المباركات، وتمني الخير للجميع. تكون الأجواء احتفالية للغاية في هذا العيد، حيث ترتدي النساء ملابس ملونة ومزينة، وتزين شجرة العيد وتوضع الهدايا الملفوفة بجانبها.
بدأت في السنوات الأخيرة مجموعات من الجيل الثاني من المهاجرين الروس بترويج النوفي جود وتشجيع الاحتفال به في سياق إسرائيلي أوسع، لاعتباره رمزًا مهمًا من هويتهم الثقافية. يعتقد هؤلاء أن من السهل قبول وتبني النوفي جود من قبل مجموعات أوسع من الإسرائيليين كونه احتفالا علمانيا لا يتعارض مع المعتقدات الدينية لأي مجموعة أخرى في إسرائيل. للنوفي جود شعبية في أوساط الإسرائيليين الشباب، قد يكون أحد الأسباب لذلك حقيقة أن العديد من المهاجرين الروس، أو أبناءهم وبناتهم، تزوجوا إسرائيليين وإسرائيليات من خلفيات عرقية أخرى، مما ساعد على جلب العديد من غير الروس إلى دوائر الاحتفال كل عام.