الزواج   

كما لاحظنا اليهودية هي حضارة دينية التي لا تؤيد ممارسة العزوبية. عمليًّا تشير الروايات الى وجود حاخام واحد بقي أعزبًا من بين الآلاف الذين ذكروا في التلمود الذي. الحالة المثالية في اليهودية بالنسبة للرجل والمرأة هي أن يتزوجا ويقيما عائلة معًا كما هو مذكور في سفر التكوين،2 بداية بالآية 18 : “وقال الإله الرب لا يحسن أن يكون آدم وحده … ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتحد بامرأته، فيصيران جسدًا واحدًا…”.

اثنان من اشهر وأعظم مفسري التوراة في العصور الوسطى لا يتفقان على تفسير الجملة الأخيرة “فيصيران جسدًا واحدًا” راشي (فرنسا، 1040 – 1105) قال إن هذه الجملة تعود على الذرية التي ستولد نتيجة اتحاد الرجل مع زوجته. الرمبان (إسبانيا 1194- 1105) ادعى أن الإنجاب ليس أمرًا خاصًّا ببني البشر، لذلك قال إن هذه الجملة تعود بالتأكيد على الجودة الخاصة للحميمة التي تميز العلاقة بين الزوج والزوجة عند البشر خلافًا لباقي عالم الحيوان. الزواج ليس أداة لإعادة الإنجاب فحسب، بل أيضًا اطار للعشرة والحب والتغلب على ما سماه الفيلسوف الحاخام يوسف ب. سولوفتشك ابن القرن ال 20 “وجود الرجل وحيدًا”
يعتبر الزواج اليهودي وبشكل واضح حدثًا هامًّا في حياة الفردين اللذين يتزوجا وعائلتيهما. لكن بما أن الكثير الممارسات والتربية اليهودية للهوية اليهودية يحدث في البيت، فانه يعتبر أيضًا حدثًا هامًّا في حياة المجتمع اليهودي الذي يعيشون فيه. كذلك الأمر بالنسبة لليهود في أرجاء العالم. بيت جديد يبنى في اسرائيل في كلا المعنيين الفعلي والرمزي. في الحقيقة إحدى أكثر التهاني شعبية للزوج المتزوج حديثًا ولا يهم أين يسكنان في العالم هي “عسى ان تبنوا بيتا مؤمنا في اسرائيل” (الاسم اسرائيل يمكن أن يشير في سياقات مختلفة الى الشعب، الأرض وعلى الدولة. وهنا يشير هذا الاسم الى الشعب كهوية قومية وروحية في آن واحد).
على الرغم من أنه في المجتمعات الأرثوذكسية المتشددة ما زال الزواج يتم من خلال العائلة، إلا انه في بقية العالم اليهودي، الشباب هم من يحدد ممن يتزوجون ومتى. عندما يقررون أنهم يريدون الزواج والعائلتان تلتقيا، فهذا يعني انه قد حان الوقت للبدء في تخطيط الزواج. (بعض العائلات من الممكن أن تقيم احتفالا ما بمناسبة الخطوبة، لكن هذه العادة غير متبعة إلا في الحلقات الأرثوذكسية المتشددة فقط).

داخل دولة اسرائيل المعترف به هو الزواج والطلاق الديني فقط، إلا إذا تم الزواج خارج اسرائيل. لذلك بعض الأزواج العلمانيين يسافرون الى قبرص بهدف الزواج. بينما من المحتمل أن يدمج الآخرون مع الرحلة زواجًا غير أرثوذكسي يتم في اسرائيل بواسطة راب ليبرالي (إصلاحي أو محافظ) وهذا غير معترف به من قبل المؤسسة الحاخامية الرسمية. الزواج الليبرالي من المحتمل أن يكون مشابها لطقس الزواج التقليدي الذي سيشرح عنه لاحقًا. أما الفروق فتكون بشكل أساسي في ترتيب بعض العناصر وتعزيز مشاركة النساء في الطقس.
احتكار الحاخامين للزواج في اسرائيل هو احد القضايا المثيرة للجدل في المجتمع الإسرائيلي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار العلاقة بين الدين والدولة. الأزواج من خلفيات دينية مختلفة يواجهون صعوبات في الزواج في إطار قوانين الدولة، حيث لا يستطيع اليهودي في اسرائيل أن يتزوج من غير يهودية. حسب الشريعة اليهودية بعض الفئات أيضًا مثل الكاهن (احد افراد عائلة كهنة) فهو ممنوع من الطلاق ايضًا. مع قدوم مليون قادم جديد في موجة الهجرة من الاتحاد السوڤييتي السابق منذ عام 1989، ارتفع عدد اليهود الذين لا يستطيعون الزواج حسب قوانين الشريعة اليهودية ليصل الى بضعة آلاف، الأمر الذي يشكل تهديدا بتفجر أزمة اجتماعية بحجم كبير.

وعلى فرض أن الأزواج يستطيعون الزواج، فهنالك عدة مواعيد في السنة التي لا يمكن عقد الزواج فيها. في الربيع بين عيدي الفصح اليهودي (البيساح) والأسابيع (الشافوعوت)، في الفترة التي تعرف باسم عد العومر (سفيرات هعومر)، حيث ما زالت عادات ما يشبه الحداد تحتفظ بتأثيرها بما في ذلك في الزواج. لكن هنالك آراء مختلفة بشان وقت ممارسة هذا الحداد فالبعض يقول بين عيد الفصح وثلاثة وثلاثين للعومر، البعض يقول بين غرة شهر أيار العبري والأيام الثلاثة التي تسبق عيد الأسابيع. الأمر ذاته في الصيف خلال الأسابيع الثلاثة التي تسبق التاسع من آب العبري ، حيث ان الاشكناز لا يعقدون القران خلال فترة الأسابيع الثلاثة بأكملها، بينما عند السفاراديم فيمتد حدادهم لتسعة أيام من غرة شهر آب العبري.

حسب التقاليد الاشكنازية، السبت الذي يسبق حفل الزواج يسمى “شبات حتان وكلاه” (سبت العريس والعروس). لكن بسبب وجود عادة تقضي بأن لا يرى العروس والعريس الواحد الأخر لمدة أسبوع قبل الزواج، فان هذا الاحتفال يقام بشكل منفصل. يتم استدعاء العريس لقراءة التوراة في الكنيس في هذا السبت بينما يلقي بعض أفراد العائلة والمجتمع الحلويات عليه (كما رأينا في حفل البار متسڤاة المقام للأولاد). التقاليد السفارادية مختلفة تمامًا بالذات إذا كانت عائلة العروس من أصول يمنية أو شمال افريقية، حيث يكون الطقس مفصلا تزيّن فيه العروس وتغطى بالحناء حماية من عيون الحاسدين أثناء تجهيزها للزفاف. السبت الذي يسبق الزواج أحيانًا يسمى في المجتمعات السفارادية “شبات هبانوت” (سبت البنات).

معظم حفلات الزواج اليهودية تتم عادة بعد الظهر الغسق بالضبط أو بعد هبوط الليل. وهذا بسبب أمر شرعي له علاقة بالتاريخ في الكتوباه (وثيقة الزواج) أو عقد الزواج (انظر لاحقًا). إذا كان طقس الزواج سيعقد عند الغسق عندها سيكون التاريخ غامضًا الأمر الذي يستدعي شرعية سريان مفعول الوثيقة. الكثير من حفلات الزواج تعقد إما مساء الاثنين أو يوم الثلاثاء بعد الظهر. يعود هذا الى سفر التكوين الإصحاح 1، هنالك حيث الصلة باليوم الثالث من الخلق (مساء الاثنين والثلاثاء ، يوم شليشي، اليوم الثالث) رأى الله مرتين “وكان ذلك جيدا”. وهذا ما يسمى “بعمايم كي طوف “مرتين يكون أفضل” وبالعبرية نوع من التهنئة المزدوجة للزواج الذي يتم في ذلك اليوم.

معظم حفلات الزواج تبدأ باستقبال بما يشبه البوفيه وتواصل بطقس فعلي ومن ثم وجبة احتفالية، يشمل ذلك عادة الرقص والغناء. من المحتمل أن تكون الوجبة في بوفيه أيضًا أو من المحتمل إن تكون عشاء مع جلوس الى الطاولات وعدة جولات من الأكل. أما الرقص فمن المحتمل أن يكون رقص زواج يهودي تقليدي ويتم عادة بحلقات منفصلة الرجال والنساء كل على حدة ومن المحتمل أن يكون رقصُا معاصرًا، عرقيا أو دمجًا للوارد أعلاه. من المعتاد أيضا جلب الهدايا للزوج الشاب وتهنئتهما وعائلتيهما بتهنئة مزال طوڤ.

أصول الزواج اليهودي تكمن في المشناة، تفسير الحاخامين للتوراة في القرن الثاني للميلاد. تقول التوراة انه يمكن الحصول على الزوجة بثلاث طرق: بالمال، من خلال وثيقة مكتوبة أو بالوصال. طقس الزواج اليهودي التقليدي كما تطور تدريجيا على مر القرون يشمل، على الأقل رمزيًّا، كل هذه العناصر.
الصفقة المالية يرمز اليها من خلال أن العريس يمنح العروس خاتمًا ويقول لها “بهذا الخاتم أنت مخصصة لي بحسب تعاليم موسى وإسرائيل” وذلك بحضور شاهدين من العدول. شرعيًّا الشاهدان، وهما عادة أصدقاء الزوج أو عائلتيهما، ضروريان لشرعية الزواج اكثر من الحاخام أو الوثيقة المكتوبة “الكتوباه” (عقد الزواج)، التي وهذه تُقرأ عادة بصوت جهور خلال الطقس باللغة الآرامية وهي الأصل، بترجمة إلى العبرية، أو أحيانًا بصيغة موجزة بكلتا اللغتين. توضح الكتوباه المسؤولية، وبالأساس مسؤولية العريس، تجاه العروس كما تحميها في حال تم إنهاء الزواج. أما العنصر الجنسي في الزواج فيمثل من خلال أن الزوج يبقيان معًا لوحدهما برهة من الزمن في غرفة ما بعيدًا عن الضيوف وذلك بعد انتهاء الطقس الرسمي. يتم الطقس تحت ظلة الزواج التي تسمى “حوبا” وتمثل البيت الجديد الذي سيبنيه الزوج معًا. أحيانا تكون الظلة مثبتة على أربعة أعمدة ويمسكها أربعة من أصدقاء الزوج. معظم حفلات الزواج في اسرائيل تتم في قاعات الأفراح وإذا سمحت الأحوال الجوية فإنها تقام في العراء. من غير المعتاد أن يتم الزواج في الكنيس، على الرغم من أن بعض المجتمعات اليهودية خارج اسرائيل معتادة على ذلك. في الكثير من طقوس الزواج التقليدية هنالك عادة تسبق موكب ظلة الزواج وتسمى أحيانًا بلغة الايديش “بيديكن” وتعني حرفيًّا التغطية بالطرحة. ظهرت هذه العادة لمنع نوع من الخداع الذي مارسه لابان بحق يعقوب والوارد في سفر التكوين الإصحاح 29: الآيات- 18- 26، في هذا الطقس يقوم العريس بالنظر الى وجه العروس ومن ثم يغطيها بالطرحة. يسمى العريس “حتان” من الكلمة “حتوناه” أي زواج وتسمى العروس “كلاه” من الكلمة “كلولوت” التي تعني أيضًا زواج). في هذا الطقس يردد العريس أو الحاخام التبريكة التي منحت لام أخرى ،رفقة، الواردة في سفر التكوين الاصحاح 24: الآية 60 “أنت أختنا. صيري ألوف ربوات، وليرث نسلك باب مبغضيه“. بعض العرائس التقليديات جدًّا من المحتمل أن يقمن باستغلال الوقت قبل الموكب لتلاوة صلوات شخصية متحمسة لأجل عائلتهن وصديقاتهن. هناك من يؤمن بأن لصلوات العروس نجاعة خاصة. ومن المؤكد عادة أن تنتهز الفرصة للدعاء لصديقاتها غير المتزوجات بأن يجدن الزوج المناسب.
عادة مثيرة في التقاليد اليهودية تتضمن مقارنة يوم الزفاف بيوم الغفران (يوم كيبور) “…تغفر جميع الذنوب المتقدمة التي اقترفها الزوج لأنهما يبدآن حياة جديدة معًا”. لهذه المقارنة عدة جوانب عملية:

1. من المألوف بالنسبة للعروس والعريس أن يصوما خلال كل اليوم (كما يفعل جميع اليهود البالغين في يوم الغفران) قبل حفل الزواج، إلا إذا كان الصيام ممنوعًا في اليوم الذي سيتزوجان فيه مثل الحانوكاه (عيد الانوار) أو روش حودش (غرة الشهر). بعد انتهاء طقس الحوبا (الظلة) يتوجهان للبقاء معًا لوحدهما، احد الأمور التي يقومان بها هو أن يأكلا معًا لأول مرة كزوج وزوجة.
2. كلاهما يلبسان ملابس بيضاء. العريس يرتدي رداء ابيض يسمى “كيطيل” فوق ملابسه. الكثير من اليهود يمارسون عادة لبس الأبيض أو الكيطيل حتى في يوم الغفران. كذلك من المعتاد أن يضع يرتدي العريس “الطاليت”، سترة الصلاة، تحت الظلة أو أن يتغطى العريس والعروس معًا بالطاليت تحت الظلة أو أنهما في بعض الأحيان يكتسيان بها معًا. في بعض المجتمعات كتلك التي من غير المعتاد أن يلبس فيها الرجل غير المتزوج الطاليت من الممكن أن تكون هذه هي المرة الأولى في حياته التي يلبس فيها الطاليت بشكل فعلي. خلال 3. صلاة العصر التي تتم قبل حفل الزواج تتم تلاوة اعتراف أو إقرار يشبه ما يتم في يوم الغفران. بعد البديكين يحين الوقت لكي تتم مرافقة العريسين الى الظلة. حسب بعض العادات كلا الأبوين يرافقان العريس ومن ثم ترافق الأمين العروس، وحسب عادات أخرى يسير والدي العريس معه ومن ثم يسير والدي العروس معها. احد التفسيرات لهذه العادة هو انه في يوم زفافهما العريس والعروس يكونان كملكين ولذلك يستحقان حاشية.

عندما تصل العروس الى الظلة من المعتاد (أحيانا من المعتاد أن ترافقها أمها أو حتى كلتا الأمين) أن تقوم بالدوران حول العريس من دورتين حتى ثلاث عشرة دورة. في العادات الأكثر انتشارا يكون عدد الدورات ثلاث أو سبع. مصدر هذه العادة هو سفر ارميا الاصحاح 31، الآية 22: “إِلَى مَتَى تَظَلِّينَ هَائِمَةً عَلَى وَجْهِكِ أَيَّتُهَا الابْنَةُ الْغَادِرَةُ؟ قَدْ خَلَقَ الرَّبُّ شَيْئاً جَدِيداً فِي الأَرْضِ: أُنْثَى تَحْمِي رَجُلاً.”. بعض مفسري هذه العادة يقولون إن المرأة ترسم بشكل رمزي دائرة حماية حول من سيصبح زوجها. كما سبق ولاحظنا الرقم سبعة هو رقم مقدس بشكل خاص ويلعب دورًا بارزًا أيضًا في طقس الزواج ابتداء بحقيقة أن الجملة “عندما يأخذ الرجل زوجة له” تظهر في التوراة باللغة العبرية سبع مرات. أكثر الرموز بروزًا تحت الظلة هي كأس النبيذ التي يعقد الطقس حولها وتتلى عليها التبريكات المختلفة. كما هو الحال في أيام السبت والأعياد، التقديس اليومي (وفي هذه الحالة الزواج) ينعكس في التبريكات وشرب النبيذ. تنص التقاليد اليهودية على أن لا فرحة بدون نبيذ كما أن التوراة غالبًا ما تستخدم كأسًا مليئة بالنبيذ كرمز للخير والبركة.

يتلو مدير الحفل – عادة يكون الحاخام الذي تم اختياره من قبل العريسين و / أو عائلتيهما- تبريكة الخطبة ونصها “مبارك أنت، يا الله، الهنا يا من قدس شعبك شعب اسرائيل من خلال ظلة الزواج ورباط الزواج المقدس”. يشرب العريس والعروس النبيذ ومن ثم يقدم العريس الخاتم. في الزواج اليهودي الليبرالي من المحتمل أن تقدم العروس خاتما للعريس في هذه اللحظة أيضًا. في حفلات الزواج الأكثر تقليدية سواء لم يكن هنالك طقس الخاتم المزدوج أو غيره فان تبديل الخواتم يتم القيام به على مرحلتين يتم فصلهما على سبيل المثال، بواسطة قراءة الكتوباه. في نقطة معينة خلال الطقس من المحتمل أيضا أن يتم إلقاء كلمة قصيرة واحدة على الأقل موجهة للعريسين إما من قبل مدير الطقس أو من قبل حاخام آخر، معلم أو شخصية أخرى. تكون هذه الكلمة مرتبطة عادة بدرس مأخوذ من الفصل التوراتي الأسبوعي أو احد الجوانب التقليدية الأخرى للحضارة اليهودية مع التركيز على الزواج وأهمية العائلة في اليهودية.
هنالك سبع تبريكات أخرى يتم ترديدها تحت الظلة. هذه التبريكات نفسها يتم ترديدها في نهاية التبريكة بعد الوجبات والتي تتلى بعد مائدة الزفاف. بالإضافة الى ذلك في الحلقات التقليدية الكثير من الأزواج يواصلون الاحتفال لمدة أسبوع كامل من خلال وجبات احتفالية كل مساء يكررون فيها هذه التبريكات. المصطلح العبري “شيڤع برخوت” (سبع تبريكات) يستخدم للإشارة الى الاحتفالات التي تتلى فيها هذه التبريكات.

احدى الطرق لتعبير الزوج عن وفائهما للأقارب والأصدقاء هو شملهم في الاحتفال من خلال الطلب منهم بقيادة احدى التبريكات السبع إما تحت الظلة أو خلال احدى الوجبات الاحتفالية. النص الكامل للتبريكات السبع والذي يتم ترديده هو كالتالي:

1. تبارك الله ربنا، ملك العالم الذي خلق كل شيء بعزته.
2. تبارك الله ربنا، ملك العالم خالق الإنسان
3. تبارك الله ربنا، ملك العالم الذي خلق الإنسان على صورته ، على صورة هيئته خلقه، وخلق له من عنده بناء أبديًّا، تبارك الله ربنا، خالق الإنسان
4. بهجة وجذلا تفرح العاقر بتجميع أبنائها داخلها بالفرح، تبارك الله ربنا مفرح صهيون بأبنائها
5. فرحا تفرّح الأصدقاء المحبين كما فرّحت مخلوقك بجنة عدن في الأزل. تبارك الله ربنا مفرح العريس والعروس
6. تبارك الله ربنا ملك العالم الذي خلق البهجة والفرح، والعريس والعروس، والسرور والحبور، الانشراح والجذل، المحبة والإخاء، والسلام والصداقة، قريبا يا الله يا ربنا، نسمع في مدن يهودا وشوارع القدس أصوات البهجة والفرح وصوت عريس وصوت عروس، صوت بهجة العرسان من ظلّاتهم والشباب من شربهم وعزفهم، تبارك الله ربنا مفرّح العريس والعروس.
7. تبارك الله ربنا ملك العالم خالق ثمار العنب.

بعد ترنيم التبريكات السبع تحت الظلة يشرب العريس والعروس نبيذًا ومن ثم، كما هو مألوف بالنسبة للعريس فانه يقوم بكسر الكأس (يدوسها بقدمه). تنبع هذه العادة من حقيقة أن طقس الزواج يرتبط بالحلم القومي اليهودي بالعودة الى صهيون لمستقبل أفضل كما تشير التبريكات السبع. التبريكتان الرابعة والسادسة تذكران ذلك صراحة. المعنى الأساسي لكسر ألكاس في الزواج اليهودي في كل مكان في العالم هو تذكّر دمار القدس قبل آلاف السنين. في بعض حفلات الزواج يسبق كسر ألكاس تلاوة او ترنيم بعض الآيات من المزمور 137: “إن نسيتك يا أورشليم تنسني يميني. ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي”، وبما أن الزواج يعتبر فرحتنا الرئيسية فان كسر الكأس هو بمثابة تنفيذ لوعد التذكر هذا.

على أي حال، يقول بعض المفسرين إن كسر الكأس من الممكن أن تكون له أهمية أعظم. فعلى سبيل المثال، في لحظة فرحنا هذه سوف نذكر أنفسنا أنه مازالت هنالك الكثير من المعاناة في العالم. من المحتمل أن يلتزم الزوج والزوجة ببناء عائلة تكون حصنًا في وجه الألم والمعاناة.