عن الحادثة: ذكرى الإسراء والمعراج تمثل في قلوب المسلمين معاني ومواعظ عظيمة. جاءت حادثة الإسراء والمعراج بعد عاما قاسي عاناه الرسول محمد (صل الله عليه وسلم) فقد حصلت الحادثة لكي تخرج الرسول (صل الله عليه وسلم) من الحال الذي كان فيه بعد وفاة عمه وزوجته لأنهما كانا الداعمين له في كل ما يواجهه. كانت الرحلة بمثابة اختبار للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- ومدى إيمانه بالله عز وجل، واختبار لإيمان وصدق المسلمين من منهم صدق رحلة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ومن منهم كذبها.
كانت رحلة الإسراء والمعراج هدية من الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم لتخفيف أذى المشركين له وقيل أنها وقعت في السنة الحادية عشر للبعثة او السنة الثانية عشر للبعثة، وهي إحدى فضائل الله سبحانه وتعالى وكرمه وامتنانه للنبي، وتمييزه عن غيره من سائر المسلمين، خاصة بعد عاما قاسي قد مر على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن حين عاد الرسول استهجنت قبيلة قريش حدوثها لدرجة أن بعضهم صار يصفق ويصفر مستهزئاً، ولكن النبي محمد أصر على تأكيدها وأنه انتقل الى القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق ووصف لهم شكله وتفاصيل الرحلة كاملة ولكن لم يصدقه الجميع وكان هذا بمثابة اختبار لإيمان وصدق المسلمين وهنا يجب ان نذكر الصحابي أبو بكر الصديق هو الصحابي الجليل رضي الله عنه فهو لقب بهذا اللقب لأنه كان أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج لذلك أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لقب “الصديق” وكان بمثابة صديقً حقيقيً للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ،كان يدعمه ويسانده في جميع الظروف والمحن.
ليلة الإسراء والمعراج تتمثل برحلتين وليس برحلة واحدة، رحلة الإسراء سير النبي صلى الله عليه وسلم ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ، طَوِيلٌ ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ) أي ” أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ ” الرسول صلى الله عليه وسلم وصف البراق بأنه كان حيوانًا بين الحمار والبغل، وكان يُسمى بالبراق لأنه يُبَرِّق في السماء بين المشرق والمغرب. وقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان أسرع من الريح، وكان له جناحان يُطِير بهما.
أما رحلة المعراج هي صعود الرسول صلى الله عليه وسلم من الأرض إلى السماء وتتلخص في أنه الرسول صلى الله عليه واله وسلم قد صعد إلى السماوات السبع واخترقها واحدة فواحدة، حتى بلغ السابعة، وفي كل واحدة يلتقي واحدًا أو اثنين من أعلام الأنبياء، فلقي في الأولى آدم عليه السلام، وفي الثانية يحيى وعيسى عليهما السلام، وفي الثالثة يوسف عليه السلام، وفي الرابعة إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه السلام، وفي السادسة موسى عليه السلام، وفي السابعة إبراهيم عليه السلام، حتى انتهى إلى سدرة المنتهى و صلى الرسول محمد عليه السلام التحية والصلاة على الأنبياء الذين قابلهم في رحلته وكانت هذه لحظة مميزة ومباركة للرسول صلى الله عليه وسلم وللأنبياء الذين قابلهم. جاءت كلَّمه الله في ليلة الاسراء والمعراج فريضة الصلاة على المسلمين، وكانت في أول الأمر خمسين، فأشار موسى عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم بمراجعة ربه وسؤاله التخفيف، فما زال يتردد بينهما ويحط الله عنه منها حتى بلغت خمسًا، فأمضى أمر ربه ورضي وسلم.